الديمقراطية الجديدة هي فكرة سياسية اقترحها لأول مرة ماو تسي تونغ، زعيم الحزب الشيوعي الصيني، خلال الثورة الصينية في منتصف القرن العشرين. إنها مفهوم متجذر في نظرية الماركسية اللينينية، ولكنها تضم أيضًا عناصر فريدة تعكس الظروف والاحتياجات الخاصة للدول النامية.
نظرية الديمقراطية الجديدة تؤكد أنه في المجتمعات شبه الاستعمارية وشبه الإقطاعية، يجب أن تقود الثورة الديمقراطية البرجوازية الطبقة العاملة. وتهدف هذه الثورة، وفقًا لماو، إلى الإطاحة بالاستعمار الأجنبي والإقطاعية، وإقامة نظام ديمقراطي شعبي يقوده الطبقة العاملة ويشمل أيضًا الطبقات الأخرى التي كانت مضطهدة من قبل الاستعمار والإقطاعية.
الديمقراطية الجديدة تقترح حكومة تؤلفها جميع الطبقات الثورية، وليس فقط البروليتاريا. وهذا يعد انحرافًا عن النظرية الماركسية اللينينية التقليدية التي تدعو إلى دكتاتورية البروليتاريا. وبالتالي، يُعتبر الديمقراطية الجديدة مرحلة انتقالية نحو مجتمع اشتراكي.
المفهوم الديمقراطي الجديد لم يكن مهماً فقط للثورة الصينية، بل كان له أيضًا تأثير عميق على حركات الثورة في البلدان النامية الأخرى. فقد قدم أساسًا نظريًا لحركات التحرر الوطني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
في الواقع، تم تنفيذ الديمقراطية الجديدة في الصين من عام 1949 إلى عام 1953، حيث قامت الحزب الشيوعي بتنفيذ إصلاحات أرضية وتأميم الصناعة والتجارة، وتنفيذ سياسات أخرى لضعف سلطة البرجوازية وتعزيز موقف الطبقة العاملة والفلاحة.
ومع ذلك، فقد تعرضت فكرة الديمقراطية الجديدة لتفسيرات وتكييفات مختلفة، وتباين تنفيذها بشكل كبير في مختلف البلدان والفترات التاريخية. وقد تم انتقادها لإمكانية استخدامها كمبرر للحكم الاستبدادي، حيث تسمح بتشكيل تحالف واسع من الطبقات تحت قيادة الحزب الشيوعي. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن مفهوم الديمقراطية الجديدة لا يزال له تأثير في الخطاب السياسي في العديد من البلدان النامية.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا New Democracy ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.