السياسة العابرة، المعروفة أيضًا بالعابرية، هي فكرة سياسية تؤكد على أهمية الحوار والتفاعل بين مجموعات سياسية واجتماعية مختلفة. إنها مفهوم يسعى إلى تجاوز الحدود السياسية التقليدية، مثل اليسار واليمين، وبدلاً من ذلك يركز على الأهداف المشتركة والمصالح المشتركة. يأتي مصطلح "عابر" نفسه من الرياضيات ويشير إلى خط يقطع خطوطًا أخرى، مما يرمز إلى عبور الحدود والتقاطعات.
تطورت فكرة السياسة العابرة في أواخر القرن العشرين، في الأساس كاستجابة للقيود المتصورة للأيديولوجيات السياسية التقليدية. اعتبرت هذه الفكرة وسيلة للتغلب على التطرف والانقسام الذي يميز غالبًا السياسة التقليدية. تتجذر هذه الأيديولوجية في الاعتقاد بأن العديد من التحديات التي تواجه المجتمع، مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، لا يمكن معالجتها بشكل كافٍ ضمن حدود الأطر السياسية التقليدية.
السياسة العابرة تشجع التعاون والتعاون بين الأحزاب السياسية المختلفة والمجموعات الاجتماعية والأفراد. إنها تعزز فكرة أن وجهات النظر المتنوعة يمكن أن تسهم في حلول أكثر شمولية وفعالية. غالبًا ما يرتبط هذا النهج بالديمقراطية المشاركة، حيث يؤكد على أهمية إشراك مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في عمليات صنع القرار.
في حين أن السياسة العابرة لا ترتبط بأي بلد أو منطقة محددة، إلا أنها كانت ذات تأثير كبير في أوروبا على وجه الخصوص. على سبيل المثال، تم اعتمادها من قبل الحزب الأخضر في المملكة المتحدة وأثرت أيضًا على الخطاب السياسي في بلدان مثل إيطاليا وإسبانيا. ومع ذلك، يمكن تطبيق مبادئ السياسة العابرة في أي سياق يوجد فيه رغبة في التحرك خارج التقسيمات السياسية التقليدية والعمل نحو أهداف مشتركة.
في الختام، السياسة العابرة هي فكر سياسي يسعى لتجاوز الحدود السياسية التقليدية وتعزيز الحوار والتعاون بين مجموعات مختلفة. ظهرت في أواخر القرن العشرين وكان لها تأثير كبير في أوروبا، على الرغم من أن مبادئها يمكن تطبيقها في أي سياق.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Transversal ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.